قالت لى زوجتى الفاضلة هل سمعت عن تسريبات بنك كريدي سويس الخاصة بأرصدة شخصيات مصرية وعربية فى سويسرا؟! قلت نعم سمعت والله أعلم بمدي صحة تلك التسريبات والدوافع والأهداف التى تقف وراءها.

قالت زوجتى الفاضلة: لا تهمنى الدوافع ولا الأهداف، ما يهمنى  هو أنت يا زوجى، صارحنى هل لك أرصدة فى سويسرا أو فى أى مكان خارج مصر؟! أجبتها ضاحكا: يا حاجة أى أرصدة خارج مصر ومعظم مدخراتى شاءت الظروف أن تكتب بأسمك عندما كنت أسعى فى بلاد الله خلق الله، وانت تعلمين يقينا أن هذه المدخرات فى بنوك مصرية جدا ولعلك تذكرين أننا وبفضل الله، انقذنا هذه المدخرات من شركات توظيف الأموال فى اللحظات الأخيرة قبل انهيارها وسقوطها أو إسقاطها.

قالت زوجتى: أفهم من كلامك انك تريد تقول ان مدخراتنا من كدك وسعيك فقط، وأنه لا دور لى فيها؟ 

قلت: معاذ الله لم أقل ذلك فأنت الخير والبركة وانت وزيرة الاقتصاد والخزانة والمالية العامة .. قالت: دعك من هذه الكلمات المعسولة ولنتحاسب.. قلت: أى حساب يا سيدتى لا فرق بيننا .. يا سيدتى كلى لك...قالت: كلماتك لن تثنينى عن حقى فى الكد والسعاية.. هل نسيت اننى إمرأة عاملة بدأت العمل الحكومى وانا فى عز الشباب، واستمررت فى العمل حتى بلغت الستين عاما، أى اننى حصلت على مرتب شهري طوال 40 عاما وتعلم أننى لم أبخل يوما بتوجيه مرتبى لخدمة البيت والأولاد... قلت لها: وأنا لم أنكر ذلك على الإطلاق، وطبعا أنت أيضا تعرفين كم كافحت داخل مصر وخارجها لإسعادكم وتلبية مطالبكم وتأمين مستقبلكم مع إيمانى التام أن المستقبل بيد الله.

قالت: مارأيك لو أعد كل منا إقرار ذمة مالية منذ تاريخ زواجنا وحتى اليوم، ووقتها سنعرف بكم ساهمت فى مدخراتنا وأعرف كم نصيبى من حقى فى الكد والسعاية.

قلت: سيدتى لن أقدم إقرار ذمة مالية ولندعو الله أن يبارك لنا فيما رزقنا وان يديم علينا فضله وستره... سيدتى سأقدم لك إقرار ذمة زوجية، تقول مفرداته المودة والرحمة بيننا أهم من كل أرصدة البنوك المصرية والسويسرية، والسعادة فى عيون أولادنا واحفادنا أعظم من كل كنوز الدنيا ....سيدتى من فضلك هل لى فى كأس شاى من يدك الطيبة.
--------------------------
بقلم: عبدالغنى عجاج